الجمعة، 25 أكتوبر 2013

روتين قاتل

يومًا ما رأيت فراشة برتقالية تحلق في حديقتنا .
في باديء الأمر انبهرت بها , أحببتها و بشدة و بادرت بالركض خلفها كالأطفال الصغار .
ثم شيئا فشيئًا بدأ بريقها في الانطفاء  
حتى إذا اعتدت على وجودها 
فاختفت !
هكذا نحن في تعاملنا مع كثير من الأشياء , مهما احتوت على جمال و مهما كان لها من رونق فإن أعيننا تفقده بمرور الوقت 
لتتحول لأشياء عادية قد اعتدنا على وجودها .
فإذا حاولت يومًا ما أن تفعل شيئًا جديدًا ,يبهجك 
فإن متعته لأول مرة لا تضاهي ما يليها من المرات و كأن روتينك القاتل قد تسلل إليها فسلبها بهجتها !
فكيف نتخلص من الاعتياد ؟
كيف نقتل روتيننا القاتل؟
 كيف نعيد للأشياء بهجتها المسروقة ؟
كيف نعيد بث الروح فيها ؟

السعادة استثنائية-ردًا على رحاب صالح

لا توجد سعادة أبدية !
وإلا لما كنا نحن هنا , في "الواقع"
السعادة ليست بالشيء العسير كما يتصور معظم الناس
فإذا استيقظت يومًا ما و قررت أن تكون سعيدًا , في مواجهة كل شيء قد يعكر صفوك فإنك ستجد السعادة وقد أتت إليك بنفسها!
نحن من نحب أن نصعب الأمور , أن نجعلها معقدة !
أخبريني كم شخصًا تعرفينه يحاول أن يبسط أي شيء  ؟!
لا أحد على ما أظن !
السعادة تتمثل في أدق أدق التفاصيل من حولنا و لكن و لشدة ما نحن غارقون فيه من الوحل المظلم لا نستطيع التماسها .
السعادة استثنائية حتى نشعر بها و إلا فسوف تتحول إلى روتين ممل كأي شيء آخر قد نعتاد على وجوده في حياتنا اليومية


صفعة قوية ..ردًا على سؤال إسراء

إذا قابلت نفسي يومًا سأصفعها و بشدة
و ألقنها درسًا طويلًا على حماقاتها المتكررة .
سألومها كثيرًا على تناقضاتها المتعددة و التي لا يمكن أن تتوفر في شخص واحد .
و بعد ما أنفجر فيها كبركان خامد لقرون عدة
سأتصالح معها
و نجلس سويًا في محاولة للتغيير إلى الأفضل ,في محاولة لتوسيع آفاقها
وسنكتب وعودًا على عدم الندم ,على الحياة بحرية ,و على التوقف عن انتظار من ينتشلها من الحفر المظلمة.
سأعاهدها على التماس البريق المعهود للأشياء , أن تسمح لأدق التفاصيل أن ترسم ابتسامة على ثغرها لتمحو ما قد واجهته في يومها من المصاعب.
و سأطليها باللون السماوي و أرسم لها فراشات تحلق حولها دائمًا فلا تبتئس .
و أنت, إذا قابلت نفسك يومًا فماذا ستفعل ؟ 

ردًا على سؤال شيرين "لماذا تبدو الأشياء واضِحة و مع ذلك لا نرى؟"


في كثير من الأحيان نكون قد بُرمجنا على طريقة معينة للنظر إلى جميع الأمور على اختلافها
فالأمور الواضحة التي تتمثل أمامنا أصبحت تحتاج توضيحًا أكثر , تحتاج إلى النظر إليها بزاوية أخرى أو رأس مقلوبة !
ربما نحتاج ل"عملية كنس" لعقولنا حتى تعود إلى بريقها الأول فنصبح قادرين على استيعاب ما هو واضح للعين المجردة
و الذي قد أصابنا العمى فلا نقدر على رؤيته !
و لكن كيف نمحي طرقنا المعتادة على رؤية الأمور ؟

كيف يكون الذبح بدون خنجر او سكين؟-ردّا على سؤال مروة

كأن يطعنك فعل أحدهم , أو تقع كلماته عليك وقع مئة خنجر في صدرك فتخر صريع الروح 
كثير منا يعيشون بأرواح مثقوبة أو متآكلة بفعل الزمن أو الآخرين !
أرواح متهالكة قد عانت الأمرين في رفضها و تمردها , أو رغبتها في كسر نمط مقيت قد تفشى في المحيط .
الذبح بدون خنجر أو سكين له وسائل عدة , و هو فعال ألف مرة عن الخناجر و السكاكين 
فكيف يمكن مداواة روح قد ثُقِبت ؟ 

النسبية .. ردًا على سؤال طارق

دائمًا ما نكوّن صورًا عمن نعرفهم , فإذا اُخترقت تلك الصورة جلسنا مبهوتين !
لا أحد مزيف إلا بالنسبة لك , الجميع يتنقلون مرتدين مختلف الأقنعة لمختلف المواقف ربما محصنين أنفسهم ضد أي عدوان خارجي حتى لا يسقطوا جرحى كما قد سقطوا من قبل و ربما لأنهم هم أنفسهم عدوان خارجي لآخرين!

"نزهني عن أفكارك"
عادة لا نرى الأشخاص بأرواحهم , بل بأقنعتهم .
 ليس ذاك فحسب  بل إننا نضيف خيالات لتلك الصور !
لا أحد مزيف .
 أنت الذي كوّنت عنه فكرة خاطئة , رسمت له صورة واهمة ربما نقية كثيرًا أو مظلمة بشدة , فإذا بدر عن أحدهم فعل ما إذا بك تُفاجئ فتسرع إلى تلك الصور إما لتعديلها أو محوها .
المزيف بالنسبة لك حقيقةً لا يدرك أنه زائف في الأصل !
ربما أنت نفسك شخص زائف بالنسبة لآخرين !