الخميس، 30 أكتوبر 2014

تعجز العيون عن الرؤية في خضم الحدث

يتوقف الجميع عن الاستنكار في مرحلة ما من حياتهم
تُكبل الأيدي وتفرض القيود 
فتُرفض وتُرفض وتُرفض ثم يُنصاع لها 
وتصبح العقيدة الأسمى 
ومن يستنكرها يصير أحمقا مدللا لا يعرف ماهية الحياة.

تتسلل أمراض القلوب إلى القلوب 
فتأبى وتأبى وتأبى 
ثم تنتشر
وتصبح هي اليقين الثابت.

خارج عن القطيع فقط من  يستطيع أن يرى
أن يرفض 
أن يُذهل ويدهش ويمتعض
أن  يحارب

ومن يفعل ذلك 
فهو حي 
لم يُفقد.

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

وحيدة رغم الجموع

أقف وحدي رغم الجموع المحنية منتصبة القامة
في البدء لم أفهم ما المثير في شكل الأرض حتى  ينحني الجميع محدقا بها  إلا أنني سرعان ما وجدت خيط ذهبي رفيع يحيط كل شخص منهم بدائرة تكاد تكون وهمية لولا وميضها المتكرر
الكل مأخوذ بالخيط الذي لا يكف عن الدوران فتتابعه أعينهم ومن ثم رؤوسهم
كل يدور في دائرته الخاصة وما أشبه الدوائر ببعضها البعض !
                                                                  -------------
لطالما سخرت بداخلي من انحناءة الجميع إلا أنني لم أستطع أبدا أن أعلن بذلك فالويل لي إن تجرأت
لطالما رمقتها بطرف عيني
تلك البعيدة منتصبة القامة الواقفة وحدها
لم أفهم من أين تمتلك الشجاعة حتى تخالف حشداً كهذا وتقف وحيدة وسط الجموع!
                                                             ----------------
تلك الفتاة المتعجرفة، تظن أنها أفضل من الجميع
فقط لأنها تأبى الانقياد، تأبى التماثل والأهم تأبى التعايش مع ما ترفضه
أشفق عليها في بعض الأحيان
 فيالها من مسكينة لا تستطيع الانخراط مع من حولها


الأحد، 7 سبتمبر 2014

صراع الحمقى

كتدافع الأمواج كأنها في سباق للوصول إلى اليابسة ليروا من الأقوى والأقدر على تفتيت الصخور المصمتة
كانوا جميعا يتدافعون للحصول على شيء غير معروف
قدس أسلافنا أهداف الحياة الكبرى فكبر الحمقى وقد سلب لمعانها الزائف أحيانا و الصادق أحيانا قليلة لبهم
لا يعلمون لم يتقاتلون عليها
لا يشعرون بالرغبة فيها
لكن كل ما يسيطر عليهم شيء واحد فقط :
التقاتل..
إضافة تسمية توضيحية


الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

بين سماء بعيدة وأرض مُحَطِّمَة

-"قلت لك من قبل. لا تورطي نفسك في شيء لا تستطيعين الخروج منه"
صرخت بذلك في فأوقفت أفكاري عن الضجيج
لم أستطع فهم إيلين أبدًا..قدرتها تلك على رؤية الأمور ونتائجها
أوه، وعدم توريط نفسها أيضا
تعلم جيدًا الوقت المناسب لإخراج نفسها من أي فوضى قد تورطت فيها

-أعلم لينا جيدا وأعلم أيضا أنها أحبته إلى حد يتخطى تصورها
يمكنك تبين ذلك من عينيها.
أما هو فلا يبالي .لم يبال قط في الواقع
لا أعلم كيف أنزع تلك العصبة من على عينيها حتى ترى.

-إيلين مؤمنة تماما بأن الرؤية  ليست مشوشة فحسب لدي بل غير موجودة من الأصل
لكنها لا تعلم أني أفضل الوهم على الواقع
لا تعلم أني لا أريد أن أرى ما أعلم بوجوده
تحسبونني قد فقدت عقلي وأنا الوحيدة الذي أمتلكه


-نظرت في عينيه متسائلة ألم يفكر ولو مرة واحدة في الحديث ؟!
لم أنا التي تعتريني الأعاصير وتعصف بي الأفكار وهو هادئ ساكن كجبل في وسط المحيط.
كاثنين أحدهما يشد الحبل بأقصى قوته والآخر يقف هادئا يمنع انزلاقه من يده فحسب وربما يتركه ليرتمي الآخر في الوحل .
دائمًا أنا الطرف الفاعل لكل شيء..أبدأ كل شيء وحدي وأنهيه وحدي..وحدي تمامًا
أحيانًا أراني مثيرة للشفقة..
 لمتابعتي في أمر أعلم منتهاه جيدًا.
يا لحظها إيلين..يا لحظها!

-"لا أظن أن جعلها تدرك الفرق ما بين الواقع والخيال قد يساعدها..أختك مريضة برغبة منها ولا تريد أن ينقذها أحد.
هي تحب ذلك!"
قد نزل قوله علي كخنجر بارد قد اخترق ضلوعي ومزق ما تبقى من قلبي..ماذا أفعل لتلك الصغيرة التي تأبى إلا الوهم
قد اختلط الخيال بالواقع فتاهت ما بين سماء بعيدة وأرض محطمة!

-لا بد من الاعتراف لك أن الوضع يختلط علي بعض الشيء في بعض الأحيان.ليس من السهل أن تستيقظ من نومك فتطلب من أختك أن تقرصك حتى تتأكد أنها حقيقية تماما وأنك لا تخاطب وهما.
لا أخفي عليك أيضا أنك وعلى الرغم من قسمك الواهي في نظري لست محل ثقة لدي
لا أحد محل ثقة لدي
فكيف أثق بأشخاص لا أعلم أهم هنا أم في رأسي فقط !

-فقدان والدتك لم يكن أمرا سهلا. لم تستطع تخطي الأمر خصوصا أنها دائمًا ما تحل مشاكلها بالهرب، فلم تواجه نفسها بحقيقة الأمر
مما دفعها للبحث عن بديل.
كان ذاك البديل هو .فاختلقت علاقة وهمية بشخص من وحي الخيال وارتبطت به بشكل وثيق.
ربما الحل الوحيد أمامنا هو أن نجذبها من ذلك العالم الذي تستمر بغمر نفسها فيه
الأمر أشبه بدفن نفسها حية؛ أختك ليست بتامة الجنون لكن إذا استمرت في خلط الخيال بالواقع والتعمد بفعل ذلك ستفقد عقلها.



طهر قد تدنس

أول مرة وقعت عليها عيناي  كانت تقفز كطفل صغير في الرابعة من عمره تعلو وجهه ابتسامة لا تعلم مصدرها.
فتاة قد هبطت من عليين لتحيل سواد ما نعانيه إلى أبيض ناصع.
فتساعدنا على إنهاء رحلتنا بسلام على هذه الأرض.
تخونني الكلمات إذا وصفت بهائها، فليس لنقائها مثيل!
إلا أنها كمثل أي ماء صاف قد تكدرت..
ففقدت شيء من طهرها وتبنت أفكارًا غريبة ليست بمثلها.
كنت أقف مشلول الأيدي مأخوذٌ عقلي متسائل عما حدث حينما رأيتها
أين ذهبت تلك البهجة وما ذاك الحزن العميق؟!
لقد رفضَت ذلك الطفل الساكن بداخلها فرفضها على الفور.
مقتته  لمقت الناس له. وكأنه وصمة عار قد قرر الأغبياء هنا معايرتها به فقط لأن دواخلهم جدباء موحشة فقرروا أن يبيدوا دواخل الآخرين أيضًا.
آخر مرة رأيتها فيها كان السواد قد احتل مركزًا أسفل عينيها وأصبحت تميل إلى العزلة ،مرتسم على شفتيها شبح ابتسامة ممتعض
متسائل عما قد حدث لها !


متمسك بالحياة مفارق لها

-"كم هو مثير للشفقة كيف أن سحقك لحشرة بإصبعيك المجردين في منتهى السهولة..فقط بكل بساطة سلبتها حياتها فقط لمجرد خوفك منها أو تقززك من شكلها.
في حين أنه مثير للرعب إذا وضعت نفسك محل تلك الحشرة المسكينة وكانت هي المتحكمة في مصيرك النافرة من هيئتك المقززة."
تناولَت منديلًا حملت به تلك المسكينة المسحوقة على الطاولة وألقت بها في القمامة في حين تتابع سيل أفكارها في الطنين أمسكت يدها قائلة:
"لم أفهم قصد الطبيب حينما قال أنها لا تريد مساعدتهم!
أنى لمريض أن يساعد طبيبه من الأساس ؟!
ويدَّعون أنها هي من تريد للحياة أن تنفلت من بين أصابعها..هه!
هي!
أكثر شخص عرفته على وجه الأرض متمسك بالحياة!
تبًا لهم فحسب..تباً لهم"

-"لم أستطع أبداً فهم أولئك القوم المتغنين بأن المرء هو من في يديه أمر حياته.
وأنه عليه المقاومة والمحاربة لأجل الحياة.
 حتى و إن غُلِّقت الأبواب في وجهه فعليه أن يقاوم.
لا زال انبهاري صارخاً بأولئك الذين وقفوا في وجه المرض متحدِّين إياه وراغمين أنف الأطباء بتخطيهم ما قد حددوه لهم من أيام معدودة للحياة.
لم أقدر على فهم ذلك حتى الآن.. لا أظن أن العلاج حقا قد يأتي بفائدة إذا تخليت أنت عن حياتك.
الأمر بيدك أنت وحدك بعد الله.
أنت تعرف دائك وتعرف الدواء،كغارق في بركة وحل تجذبه لأسفل في حين أنه لا يصرخ طلبا للمساعدة بل يُخرِجَ نفسه بنفسه معطيا الآخرين أوامر بإلقاء الحبال إليه فحسب.
لم أكن أكثر زهدًا في الحياة كما كنت خلال الأسابيع القليلة الماضية. حتى أتت هي وجعلتني أرغب في آخر ذرة هواء قد تدخل رئتي
تمسُّكي بالحياة فحسب بعد الله أنقذني
منحني مالم يستطع طبيب واحد منحي إياه
فكيف يمكنك أن تُنقِذ هالكٍ فاقدَ الرغبة في الحياة !

الأربعاء، 23 يوليو 2014

ولم يستطع الخروج..

"حين رأيت أباك لأول مرة انتابتني رغبة جامحة في المشي والحديث
أردت قضاء جل الوقت معه،لنتحدث فحسب
لا أعلم ما المثير في الأمر !
أنت تعلمين جيدًا مدى سوئي في لفظ الكلمات إلا أنه كان شعور قوي قد سيطر عليّ
فما لفرخ صغير قد خرج توه للحياة إلا بالانبهار بكل ما يراه في الخارج
أو دعينا نكن أدق، بأول ما يراه..
هناك نوع من الأشخاص يتقنون صنع عوالم أخرى داخلية ينغمسون بها وينسون الواقع -هنا - ويجيدون تحصين أنفسهم أيضًا
فلا يُسمح لأي شخص بالدخول
 إلا المقربين.
كانت أمك واحدة من هؤلاء
وقد علق أباك في الداخل فلم أستطع إخراجه.."

"لم أستطع فهم أمك لم أستطع فهمها أبدا
إذا رأيتِها من بعيد ظننتها طفلة تعيش في عوالم الخيال
تلك الابتسامة التي ترتسم على فيها من حين لآخر،أو تلك الحركة العبثية التي تحدثها بيديها عند الحديث
 كانت تأسرني.
بالنسبة لفتاة في العشرين فأي واحدة تلك التي  إذا حادثها شاب لم تلق له بالًا
كانت محل تساؤل دائم بالنسبة لي
كانت مميزة. عرفت ذلك منذ أن وقعت عليها عيناي
تطلَّب مني كثيرا من الوقت لأتسلل إلى داخلها فأنبهها بأنها قد سلبت لبي
ولأرى إذا ما كانت تلقي لي بالًا
فعلقت بداخلها ولم أستطع الخروج.."




الاثنين، 21 يوليو 2014

بدون عنوان !

أصبحت الأمور معقدة كثيرًا الآن..
اختلط علي الأمر ولم أعد أعرف أين أقف بالتحديد أو إلى أين سأذهب ؟
كيف سأخلصني مما قد ورطتني فيه ؟!
أخبرني أحدهم ذات مرة أن الحب والشفقة والتعلق والإعجاب أمور لا تستوي مع بعضها البعض، قد تلتبس علينا في بعض الأحيان.
كنت قد وصلت إلى مرحلة متأخرة حين أدركت أن الواقف أمامي قد أصبح من ضرورات الحياة .
وكيف أن الكلمات هي أيضاً تخذلنا حين تختزل ما لا يُختزل
 أو حينما لا تكفي لتصوير ما يدور بداخلنا من صراعات دموية.
أظن أن إدمان الأشخاص أسوأ وقعًا من المسكرات وما شابهها،فقد تتوقف عن الشرب أو عن التدخين ، قد تذهب إلى مصحة إذا ما تطلب الأمر
لكنك إذا ما أدمنت شخصًا فإلى أين ستهرب من ذاتك ؟!

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

فدنا من الموت أو كاد

وفي جزء من الثانية قد انقلب حاله رأسًا على عقب
فقد كان يدور في جنبات المنزل متلويًا منذ الصباح
إلا أنه تماسك لآخر لحظة حتى أدرك أن الوضع قد خرج عن سيطرته فصرخ طلبًا للنجدة
أحس بروحه تنسل من بين ثناياه وبأطرافه التي قد انتابتها الزرقة قد نال البرد منها
شعر بالدم يهبط من رأسه وجسده يحل عليه شيئًا فشيئًا والمخاوف قد انهالت عليه من كل جانب
 أصابته الشفقة لما قد اعترى من حوله من ذعر قد ظهر واضحًا في أعينهم
أدرك الآن وفقط انه وإن كان قد تمنى الموت سابقًا إلا انه يتشبث بالحياة الآن
كان ذكر ربه يفيض من فمه متسائلا هل تُقبل التوبة في آخر مراحل الحياة؟!

الأحد، 22 يونيو 2014

كطنين النحل

فكانت الأفكار تدور كزوبعة ليس لها مثيل
وعندما توقف سن القلم عن الكتابة
توقف طنين النحل عن الطنين...

الثلاثاء، 25 مارس 2014

مستنية الاجازة علشان أكتئب

في الواقع أنا لحد دلوقتي متماسكة إلى حد يثير الدهشة..عازلة كل حاجة عني
كل حاجة بتحصلي أنا او للي حوالي أو بتحصلل في البلد
أي حاجة بتستدعي التفكير والحزن\الشفقة\الاحباط\الأمل..أي حاجة بتستهلك أي حاجة مني عازلاها
طول الوقت عمالة تحصل حاجات وحاجات وحاجات وانا عمالة أركنها على جنب واركنها واركنها
لإنه في وضعي ده لو وقعت مش هاقوم ومينفعش ماقومش
مجرد تخزينك لحاجات مش علشان تعملها لاحقا لأ علشان تدركها\تحسها لاحقًا ده شيء في حد ذاته مرهق
أنا حقيقي مستنية أخلص علشان أزعل براحتي علشان افتكر كل حاجة حصلت وركنتها على جنب
وابدأ استوعبها واحسها
وفي الواقع بردو الزعل بيريح..إنه حاجة تحصلك أو تحصل لاي حد وتزعل وتزعل منها وزعلك يروح او ميروحش ده شيء بيريح
حاجة حصلت وراحت لحالها
غير لما تكون عاين الحاجة لوقت..بتهرب منها لحد ما تفضالها !
شيء مقيت
ده بالإضافة إلى إن الواحد لا يستطيع إنه ينكر إنه بطريقة أو بأخرى النتيجة هتضيف سبب لكي نكتئب من أجله إلى الأسباب الأخرى
*تنـــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــيــــــــدة كبيرة*
                                                       "ونقول يارب تكون في العون "

حكي 3

حاسة إني لوحدي..وبغض النظر عن إني بحب العزلة إلا إنني مبحبش ابقا لوحدي
مبحبش احساس اني لما اجي ادور على حد اتسند عليه ملاقيش..
منة كانت بتقول"حاسة إنه..إنه لوحدي..مفيش حد.."
وإيثار كانت قالت مرة إنها بتتكلم بصوت عالي.. بتغني بصوت عالي اعتقادا منها بإنهم سامعينها
أكتر سنة كنت محتاجة فيها حد هي السنة دي
بس هو عامة الواحد لما بيحتاج أي حاجة أي حاجة وقت حاجتها بتختفي!

حكي2

كنت جبت من فترة دفتر نوت صغير علشان أدون فيه الأوقات الحافلة بالأحداث اللي الواحد بيمر بيها حتى لا تُنسى وحتى لا يتدخل العقل الباطن في وقت ما فيُّشوِّهًُهَا ويًحَمِّل أشخاصا دون وجه حق أخطاء آخرين أو يحملك أنت نفسك خطأ ليس بخطاك
إلا إن زحمة الوقت والثانوية العامة منعتني حتى من تدوين حاجات كتير
جدير بالذكر إني متوقفه عن حاجات كتير في سبيل حاجة واحدة وهي ان الشهرين دول بأيام الامتحانات تعدي بسلام
إلا إن عدد الأحداث اللي ممكن تحصل في شهرين أكبر بكثير مما يمكن تخيله والإحساس بعدم الطمأنينة والخوف يترصد بك في كل ثنية وواقع إن الواحد عاجز عن تقديم أي مساعدة وإنه واقف بيتفرج أو إنه منشغل بحاجة تانية ده شيء مقيت
إحساس العجز في حد ذاته شيء مقيت
شهر 6..أرجوك تعالى بسرعة.

حكي1

وفي الواقع الواقع سريالي لدرجة مثيرة للسخرية وقد تخطت أحداثه حد السخرية من الأساس 
ساعات كتير الواحد بيتساءل هي الدنيا كانت مضلمة كده وهو مش شايف ولا هي اللي لسه بدءا تضلم ؟!
سنة كبيسة بأحداثها على المستوى الشخصي والعام..حتى في أحداث الواقع بجله..

الخميس، 6 مارس 2014

رغم السقوط

كطفل صغير لا يكف عن القفز رغبة في التقاط نجمة قد أسرت لبه.
أو كفرخ لم تكف مخالبه الضئيلة عن التشبث في الجدران رغبةً في الخروج
كان هو يقف دومًا رغم السقوط..

الخميس، 30 يناير 2014

تداخل

وقد انفرط عقد واقعه كحبات من الكرز تتساقط الواحدة تلو الأخرى وأصبح في فقاعة من العدم تسبح في اللا شيء
امتزج خياله بواقعه فأصبح يضيع بين ذكرياته متسائلًا عن ماهية بعضها أهي حقيقة أم أن خياله قد تلاعب بواقعه مرة أخرى وامتزج بأحداثه
قرر أن يعيش في عالمه الموازي الذي صنعه منذ زمن بعيد ليُلاشي الام الواقع

الجمعة، 24 يناير 2014

مفارقات

                                                                      (مشهد)
 سيارتين إحداهما خاصة والأخرى للعامة متصادميتن
على بعد بضعة أمتار من الدخان المتصاعد يقف رجل مشدوهًا يحمل في إحدى يديه حقيبة وفي الأخرى محتوياتها

                                                                   (فلاش باك)
1)
استيقظ من نومه فزعًا على رنين هاتفه ليفاجئ أن اجتماع المجلس قد بدأ منذ خمسة عشر دقيقة
قفز من فراشه وتجاهل زوجته  وكأنها نحلة تطن بجانب أذنه
ارتدى ملابسه ,تناول مفاتيح سيارته وخرج مسرعا

2)
قد داهمها الوقت وهي ترتشف شاي الإفطار فتركته على سور النافذة قبلت أمها وخرجت على عجلة

3)
توسل إلى والدته أن تبقيه في البيت ذلك اليوم إلا أنها رفضت ظنًا منها ادعائه المرض فأرغمته على الرحيل
 حمل حقيبته و خرج مكرهًا ليستقل ما يوصله إلى مدرسته

4)
قد انتهى توًا من تناول الإفطار إلا أن فتاته الصغيرة قد تشبثت بقدميه الكبيرتين آبية أن تتركهما حتى حملها ملاعبًا إياها حتى رضت
فقنع ببسمتها كتعويض عن دقائقه المتأخرة
حمل حقيبته وخرج
                                                                    (بضع دقائق)
1)
قاد بأقصى سرعة آملًا أن يكون رئيس المجسل قد تأخر ولو قليلًا في النوم في تلك الساعة حتى وصل إلى تقاطع طرق..

2)
لم تنل ما يكفيها من النوم الليلة الفائتة وقد خيب كوب الشاي ظنها فأمالت رأسها على النافذة وغفت..

3)
ظل ممسكًا بطنه كاتما ألمه مستندًا برأسه على حقيبته المدرسية الصغيرة..

4)
كان على وشك أن يمر الطريق إلا أن أحد المارة قد اصطدم به فتبعثرت أشلاء حقيبته فأخذ يلملمها وعندما هم بمرور الطريق إذا بصوت ارتطام عظيم ودخان متصاعد

                                                                   

الأربعاء، 15 يناير 2014

ضباب

يعلمونا منذ الصغر كيفية الخطو
فنخطو خطوات أولى دون أن نعلم وجهتها
ثم نكبر ونحن باقون على نفس المبدأ
سائرون دون وجهة محددة
غائب عن أذهاننا التساؤل عن ملامح النهاية
البعض منا يُختطف بخفة و  كأنه لم يكن
و البعض الآخر يسقط في فجوات عميقة ويمر عليه أزمن حتى يدرك كم من الوقت قد ظل في حفرة عزز أسوارها بيديه
فينهض أناس مهرولين لملاحقة الوقت
بينما يظل البعض الآخر غارقًا في ظلام عميق بعد أن أُدحضت محاولات عدة للخروج فانتابه اليأس
قلة قليلة فقط من تعرف وجهتها أو تستضيء بقليل من النور الذي يزين بعض تلك الطرقات فتقتبس منه أجزاء حتى تجد وجهتها أو ترتضي واحدة
وقلة أقل من تضع النهاية صوب أعينها فتدرك أن مصيرها إذا أتى لن يتأخر فعليها أن "تسبقه" 

دخلاء

تسرب إلى داخلها كلص متسلل في منتصف الليل
ليمتزج بروحها فيصبحان جزءا واحدًا
فتتعلق،تخاف الفقد ويؤلمها الافتقاد
                                                                       ----
اجتاحتها زوبعة غاضبة لحالها البالي مندهشة مما قد آلت إليه الأمور
حاولت مرارا التخلص\التجرد من تلك الأشياء التي قد غزت أعماقها دون سابق إنذار
حاولت أن تردها إلى صاحبها
لكن دون جدوى


الخميس، 9 يناير 2014

أشباح سوداء

و لقد نَسوا "أنفسهم" و  أشياء أخرى كثيرة تتعلق بهم . 
دُفِنت أرواحهم في مكان بعيد  فبقوا أجسادًا بلا أرواح , كالإنسان الآلي .
أصبحوا غارقين في دائرة مغلقة من الركض و الركض 
و المزيد من .. الركض! 
 هنالك طريق محدد يسير عليه الجميع , لا أحد يجرؤ على اختراقه قط .
 الجميع و الجميع بلا استثناء كانوا يسيرون وفقه.
و من  يحيد عنه كان يلقى حتفه 
 سواد غزير يحيط به , أصوات تحاصره من كل جانب  فتتسلل إلى داخله لتنثبط من عزيمته و تنثر فيه الخوف 
تقتل ما تبقى لديه من روح , أمل , حياة كي يعود مرة أخرى نادمًا إلى "الطريق الصحيح " .
و لكن هي ..أبت .
 أبت أن تصير جسدًا بلا روح . 
حية ميتة , بيدين متهدلتين , رأس مطأطأ , و أقداما تجر بعضها بعضًا.
قررت أنها ليست - و بالضرورة - أن تكون كالآخرين .
و أنها سوف ترسم طريقها بنفسها و بدون أي مساعدة .

ثارت 
 تمردت . 
خرجت عن المألوف .
 كان لا بد لها أن تواجه تلك الأشباح السوداء  
و قد كانت مصرة , فقد أخذت قرارًا قاطعًا بالتغيير .
و لكنها جاءت في منتصف الطريق .. منتصف الصراع و تزعزعت .
بدأت تتردد 
 تخاف 
تتسائل
 "ماذا لو " ؟!
- ماذا لو كنت مثلهم جميعًا ؟ 
- ماذا لو كان قدري أن أكون كذلك ؟ ماذا لو لم يكن أمامي خيار سوى ذلك ؟ ربما هم أنفسهم لم يكن لديهم خيار سوى أن يصبحوا هكذا!
ربما حاولوا .. قاتلوا.. قاوموا , ولكن لا فائدة ؟!
ماذا لو ؟!!

كانت تستحوذ عليها الفكرة يومًا بعد يوم . 
شحب وجهها , اصفر لونها , و بدأت تذبل كورقة خضراء هب عليها الخريف فاصفرت . 
أدركت مدى  جدية الموقف و مدى تأثيره  في حياتها 
 فقد بدأت تتساقط روحها قطعة تلو الأخرى .
بحثت عن بصيص أمل , ثقب نور و لكن دون فائدة .
كانت محاطة بأشباح سود .
يمتصون روحها على فترات .
سمعت دندنة آتية من خلفها .
اندهشت
فالتفتت 
فإذا بكائن صغير لا يتعدى طوله شبرًا , من نور .
قفز على يديها و وقف على كتفها و همس في أذنها قائلًا :
" تقدمي , لا تخافي
 لستِ مثلهم .
هم قد سلّموا زمام أنفسهم منذ زمن .
 و نسوا لمَ خلقوا ؟ و لمَ لا زالوا أحياء ؟!
لا يدركون مدى أهمية كل ذرة هواء يستنشقونها كل ثانية . 
في حقيقة الأمر هم لا يفقهون شيئًا عن الوقت
أهميته
  الدقائق , الثواني .
لا يعلمون أنها قد تشكل فارقًا كبيرًا في حياة المرء . 
إلى الأمام سيري بثبات و خطى واثقة 
فأنت لستِ مثلهم "
 كان لتلك الكلمات الأخيرة  و قع مناسب في نفسها  . 
حاولت أن تقف 
فسقطت 
فحاولت مرة أخرى
فسقطت 
فظلت تحاول حتى وقفت
  حتى ثبتت على قدميها 
وسارت ..