الأربعاء، 23 يوليو 2014

ولم يستطع الخروج..

"حين رأيت أباك لأول مرة انتابتني رغبة جامحة في المشي والحديث
أردت قضاء جل الوقت معه،لنتحدث فحسب
لا أعلم ما المثير في الأمر !
أنت تعلمين جيدًا مدى سوئي في لفظ الكلمات إلا أنه كان شعور قوي قد سيطر عليّ
فما لفرخ صغير قد خرج توه للحياة إلا بالانبهار بكل ما يراه في الخارج
أو دعينا نكن أدق، بأول ما يراه..
هناك نوع من الأشخاص يتقنون صنع عوالم أخرى داخلية ينغمسون بها وينسون الواقع -هنا - ويجيدون تحصين أنفسهم أيضًا
فلا يُسمح لأي شخص بالدخول
 إلا المقربين.
كانت أمك واحدة من هؤلاء
وقد علق أباك في الداخل فلم أستطع إخراجه.."

"لم أستطع فهم أمك لم أستطع فهمها أبدا
إذا رأيتِها من بعيد ظننتها طفلة تعيش في عوالم الخيال
تلك الابتسامة التي ترتسم على فيها من حين لآخر،أو تلك الحركة العبثية التي تحدثها بيديها عند الحديث
 كانت تأسرني.
بالنسبة لفتاة في العشرين فأي واحدة تلك التي  إذا حادثها شاب لم تلق له بالًا
كانت محل تساؤل دائم بالنسبة لي
كانت مميزة. عرفت ذلك منذ أن وقعت عليها عيناي
تطلَّب مني كثيرا من الوقت لأتسلل إلى داخلها فأنبهها بأنها قد سلبت لبي
ولأرى إذا ما كانت تلقي لي بالًا
فعلقت بداخلها ولم أستطع الخروج.."




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق