الخميس، 30 يناير 2014

تداخل

وقد انفرط عقد واقعه كحبات من الكرز تتساقط الواحدة تلو الأخرى وأصبح في فقاعة من العدم تسبح في اللا شيء
امتزج خياله بواقعه فأصبح يضيع بين ذكرياته متسائلًا عن ماهية بعضها أهي حقيقة أم أن خياله قد تلاعب بواقعه مرة أخرى وامتزج بأحداثه
قرر أن يعيش في عالمه الموازي الذي صنعه منذ زمن بعيد ليُلاشي الام الواقع

الجمعة، 24 يناير 2014

مفارقات

                                                                      (مشهد)
 سيارتين إحداهما خاصة والأخرى للعامة متصادميتن
على بعد بضعة أمتار من الدخان المتصاعد يقف رجل مشدوهًا يحمل في إحدى يديه حقيبة وفي الأخرى محتوياتها

                                                                   (فلاش باك)
1)
استيقظ من نومه فزعًا على رنين هاتفه ليفاجئ أن اجتماع المجلس قد بدأ منذ خمسة عشر دقيقة
قفز من فراشه وتجاهل زوجته  وكأنها نحلة تطن بجانب أذنه
ارتدى ملابسه ,تناول مفاتيح سيارته وخرج مسرعا

2)
قد داهمها الوقت وهي ترتشف شاي الإفطار فتركته على سور النافذة قبلت أمها وخرجت على عجلة

3)
توسل إلى والدته أن تبقيه في البيت ذلك اليوم إلا أنها رفضت ظنًا منها ادعائه المرض فأرغمته على الرحيل
 حمل حقيبته و خرج مكرهًا ليستقل ما يوصله إلى مدرسته

4)
قد انتهى توًا من تناول الإفطار إلا أن فتاته الصغيرة قد تشبثت بقدميه الكبيرتين آبية أن تتركهما حتى حملها ملاعبًا إياها حتى رضت
فقنع ببسمتها كتعويض عن دقائقه المتأخرة
حمل حقيبته وخرج
                                                                    (بضع دقائق)
1)
قاد بأقصى سرعة آملًا أن يكون رئيس المجسل قد تأخر ولو قليلًا في النوم في تلك الساعة حتى وصل إلى تقاطع طرق..

2)
لم تنل ما يكفيها من النوم الليلة الفائتة وقد خيب كوب الشاي ظنها فأمالت رأسها على النافذة وغفت..

3)
ظل ممسكًا بطنه كاتما ألمه مستندًا برأسه على حقيبته المدرسية الصغيرة..

4)
كان على وشك أن يمر الطريق إلا أن أحد المارة قد اصطدم به فتبعثرت أشلاء حقيبته فأخذ يلملمها وعندما هم بمرور الطريق إذا بصوت ارتطام عظيم ودخان متصاعد

                                                                   

الأربعاء، 15 يناير 2014

ضباب

يعلمونا منذ الصغر كيفية الخطو
فنخطو خطوات أولى دون أن نعلم وجهتها
ثم نكبر ونحن باقون على نفس المبدأ
سائرون دون وجهة محددة
غائب عن أذهاننا التساؤل عن ملامح النهاية
البعض منا يُختطف بخفة و  كأنه لم يكن
و البعض الآخر يسقط في فجوات عميقة ويمر عليه أزمن حتى يدرك كم من الوقت قد ظل في حفرة عزز أسوارها بيديه
فينهض أناس مهرولين لملاحقة الوقت
بينما يظل البعض الآخر غارقًا في ظلام عميق بعد أن أُدحضت محاولات عدة للخروج فانتابه اليأس
قلة قليلة فقط من تعرف وجهتها أو تستضيء بقليل من النور الذي يزين بعض تلك الطرقات فتقتبس منه أجزاء حتى تجد وجهتها أو ترتضي واحدة
وقلة أقل من تضع النهاية صوب أعينها فتدرك أن مصيرها إذا أتى لن يتأخر فعليها أن "تسبقه" 

دخلاء

تسرب إلى داخلها كلص متسلل في منتصف الليل
ليمتزج بروحها فيصبحان جزءا واحدًا
فتتعلق،تخاف الفقد ويؤلمها الافتقاد
                                                                       ----
اجتاحتها زوبعة غاضبة لحالها البالي مندهشة مما قد آلت إليه الأمور
حاولت مرارا التخلص\التجرد من تلك الأشياء التي قد غزت أعماقها دون سابق إنذار
حاولت أن تردها إلى صاحبها
لكن دون جدوى


الخميس، 9 يناير 2014

أشباح سوداء

و لقد نَسوا "أنفسهم" و  أشياء أخرى كثيرة تتعلق بهم . 
دُفِنت أرواحهم في مكان بعيد  فبقوا أجسادًا بلا أرواح , كالإنسان الآلي .
أصبحوا غارقين في دائرة مغلقة من الركض و الركض 
و المزيد من .. الركض! 
 هنالك طريق محدد يسير عليه الجميع , لا أحد يجرؤ على اختراقه قط .
 الجميع و الجميع بلا استثناء كانوا يسيرون وفقه.
و من  يحيد عنه كان يلقى حتفه 
 سواد غزير يحيط به , أصوات تحاصره من كل جانب  فتتسلل إلى داخله لتنثبط من عزيمته و تنثر فيه الخوف 
تقتل ما تبقى لديه من روح , أمل , حياة كي يعود مرة أخرى نادمًا إلى "الطريق الصحيح " .
و لكن هي ..أبت .
 أبت أن تصير جسدًا بلا روح . 
حية ميتة , بيدين متهدلتين , رأس مطأطأ , و أقداما تجر بعضها بعضًا.
قررت أنها ليست - و بالضرورة - أن تكون كالآخرين .
و أنها سوف ترسم طريقها بنفسها و بدون أي مساعدة .

ثارت 
 تمردت . 
خرجت عن المألوف .
 كان لا بد لها أن تواجه تلك الأشباح السوداء  
و قد كانت مصرة , فقد أخذت قرارًا قاطعًا بالتغيير .
و لكنها جاءت في منتصف الطريق .. منتصف الصراع و تزعزعت .
بدأت تتردد 
 تخاف 
تتسائل
 "ماذا لو " ؟!
- ماذا لو كنت مثلهم جميعًا ؟ 
- ماذا لو كان قدري أن أكون كذلك ؟ ماذا لو لم يكن أمامي خيار سوى ذلك ؟ ربما هم أنفسهم لم يكن لديهم خيار سوى أن يصبحوا هكذا!
ربما حاولوا .. قاتلوا.. قاوموا , ولكن لا فائدة ؟!
ماذا لو ؟!!

كانت تستحوذ عليها الفكرة يومًا بعد يوم . 
شحب وجهها , اصفر لونها , و بدأت تذبل كورقة خضراء هب عليها الخريف فاصفرت . 
أدركت مدى  جدية الموقف و مدى تأثيره  في حياتها 
 فقد بدأت تتساقط روحها قطعة تلو الأخرى .
بحثت عن بصيص أمل , ثقب نور و لكن دون فائدة .
كانت محاطة بأشباح سود .
يمتصون روحها على فترات .
سمعت دندنة آتية من خلفها .
اندهشت
فالتفتت 
فإذا بكائن صغير لا يتعدى طوله شبرًا , من نور .
قفز على يديها و وقف على كتفها و همس في أذنها قائلًا :
" تقدمي , لا تخافي
 لستِ مثلهم .
هم قد سلّموا زمام أنفسهم منذ زمن .
 و نسوا لمَ خلقوا ؟ و لمَ لا زالوا أحياء ؟!
لا يدركون مدى أهمية كل ذرة هواء يستنشقونها كل ثانية . 
في حقيقة الأمر هم لا يفقهون شيئًا عن الوقت
أهميته
  الدقائق , الثواني .
لا يعلمون أنها قد تشكل فارقًا كبيرًا في حياة المرء . 
إلى الأمام سيري بثبات و خطى واثقة 
فأنت لستِ مثلهم "
 كان لتلك الكلمات الأخيرة  و قع مناسب في نفسها  . 
حاولت أن تقف 
فسقطت 
فحاولت مرة أخرى
فسقطت 
فظلت تحاول حتى وقفت
  حتى ثبتت على قدميها 
وسارت ..