الثلاثاء، 8 مارس 2016

1*2016

1)
قبلني على وجنتي قبلة دافئة حنون فأصبحت لا أدرِي أأطر فرحًا أم أمتعض غضبًا لفعلته هذه فصرت كالسائر على حبل طويل بين ناطحتي سحاب يتأرجح بين هذا وذاك، فداخل متاقفز فرحًا وآخر يدحضه بالغضب الخجول.
2)لا أدري، فكل ما وصل إلى علمي من خلال أقاويلهم  لم يتبين لي صدقها  حتى الآن، ولكن ما أعلمه حقيقة أني أذوب جمالًا،  كالجليد ينصهر أمام سطوع الشمس، فأذوب أنا ممتزجة بجبال عينيه حتى نصير واحدًا فأشعر بالقرب والسكنى إليه* فلا أجد ما يصف كل هذا الجمال سوى قبلة خجول تنطبع على خديه.
3) أهكذا الأمر إذن؟ لم أعش العصافير الوردية والفراشات الملونة لم أر سوى فراشات زرقاء حزينة، لا أدري، أهكذا هو إذن أم أنني ضللت الطريق أم أنه قد أطفأني في حين أشعلته هو؟!
4) لا أدري عم يتحدث العشاق من اللهيب والتحليق وما إلى ذلك  ولكنني على الصعيد الآخر لا أستطيع أن أنكر ما يحيط بي من جمال أغرق فيه وبه إلا أنه ليس مستدام، فنعلو لحظة حتى نتخطى السماء ويصير كل شيء تافهًا لا أهمية له فنحن أكبر من كل هذا، نحن أسمى وأعلى، وفي أحيان أخرى أكاد أقسم أني سأرحل صافقة الباب ورائي دون أن تهتز لي شعرة ، فيختفي كل هذا في مواجهة كل القبح ليطغى وأرحل ناسية أن يومًا ما  كان هذا هو مركز الكون بالنسبة لي.
5) أعتقد أن الإفراط في سماع آراء الآخرين مضر بالصحة العامة، فيثنيك عن طريقك وإن لم تنثني فإنك في كل حال لا تتبين صحة ما يقولون ولا تراه ،فإذا تغاضينا عن فارق العمر والزمن والتطور الراكض خلف كل منا طالبًا بتغييره فلا يمكننا التغاضي عن الفروق الفردية وظروف كل فرد التي وجهته نحو نقطة معينة صائبًا أم خاطئًا قد خرج منها ثم قام بتنصيب نفسه للتحذير أو التبشير بما هو قادم بالنسبة لك. فإما أني قد ابتعدت كثيرًا بنمطي عما هو معتاد أو أنني أشبههم جدًا لدرجة أنني أغفل وجه التشابه بيننا فأنحى بعيدًا عنه.
6) قررت منذ عدة أيام أن أستعيد وعيي الذي فقدته منذ نحو عامين أو أكثر وأن أوقظ تركيزًا قد رقد أعوامًا  حتى نسي وجوده. إلا أنني أصبحت مشتتة أكثر من الأول ليُطرح بذهني سؤالًا هامًا عما إذا كنت قد تحسنت أم أن الأمور ازدادت سوءًا فحسب، إلا أنني ومن موقفي هذا أظن أنها قد ازدادت سوءًا فحسب. أعتقد أن اللاوعي المفرط ضارًا بقدر الوعي المفرط، فلم أكف عن التفكير في كل وأي شيء ومنطقته والبحث عن أسبابه بحثًا يعيدني ألف قدم للخلف بدلا من التقدم  ثم يتركني لأدور في دوائر مفرغة فلا أصل إلى النهاية حتى أجدني أعيد الدورة من جديد. ولم أعِ في السابق لأي شيء يدور خارج نطاقي أو يمس بي ولن يطالك سوى التجاهل عن غير قصد إذا حاولت إخراجي بعلم أو بغير علم منك أنني لست حاضرة إلا جسدًا أمامك فحسب. إلا أن عدم وعيي قد تسبب في كوارث عدة متوالية حتى خرجت الأمور عن السيطرة فأُلقى بي في اللامبالاة عريقة الحسب والنسب فأمسيت جسدًا خاويًا.
لم أعد إلى كاملي بعد، لا زلت أتأرجح بين المنطقة المفرطة والسقوط في هوة زمنية غير متواجدة، إلا أنني اليوم فحسب استطعت وبطريقة ما أن أوازن بين الأمرين، فغرقت حين كان الغرق متاحًا \مطلوبًا وتخلصت من المنطقة المفرطة حول لماذا تحدث لي كل هذه الأشياء أنا تحديدًا دون من حولي؟ لأجدني وبطريقة ما قد عدت أنا من جديد.