ضيق الأفق أصبح مرضًا متفشيًا في عالمنا اليوم
فالجميع بلا استثناء أفقه محدود , ربما واحدٌ من ألف مُعافى غير مصاب بهذا الشيء
و كأن الجميع وعلى الرغم من كبر سنهم إلا أنهم أطفال في المرحلة الإبتدائية
أو كأن الجميع قد فقد "عقله" الذي ميزه الله به عن باقي الكائنات .
فقده أو ربما يعطله لعدم الرغبة في استعماله .
لدينا يقتلون المبدع,العالم, من تتولد لديه الأفكار
حتى يصبح في نهاية المطاف ميت كباقي الموتى .
لدينا , الإبداع رجل هَرِم في أواخر عمره,عيناه زرقاوتان كأنهما نار متقدة يجلس على "مصطبة" بشعر أشعث مستندًا على "عكاز" مهترأ يكاد أن يسقط .
-------------------
ضيق الأفق مُريح , مريح بشكل كبير , أضربلك مثل : ستات البيوت مثلا كلهم بلا استثناء مرتاحين ومبسوطين بيهم كده
ليه ؟
لأنهم معندهمش أي فكرة إيه اللي بيفوتهم ؟
بعكس واحدة تانية بتشتغل اضطرت إنها تبقى ست بيت , شوف الأخيرة دي بقا هتبقى عاملة إزاي!
عندنا الناس كده , كلهم في الغالب -مش هقولك مبسوطين لأن ده تعبير خاطئ بكل المقاييس- لكن هقول إنهم يمكن مرتاحين؟
مش لاقية اللفظ المناسب , معندهمش مانع في حياتهم دي ؟ مبسوطين بيها ؟ أو "مقتنعين" بيها
لأنهم معندهمش أي فكرة إيه اللي بيفوتهم , إيه اللي برا , إيه اللي كان ممكن يبقى عندهم هنا , أو كان ممكن يخوضوه و ويعيشوه
ده جهل ؟ ضيق أفق ؟ حدود معرفة ؟
-معرفش !
لكن اللي أعرفه إن العالم الصغير بتاعنا ده بيفتقد لمعايير كتير من معايير "الحياة"