و لقد نَسوا "أنفسهم" و أشياء أخرى كثيرة تتعلق بهم .
دُفِنت أرواحهم في مكان بعيد فبقوا أجسادًا بلا أرواح , كالإنسان الآلي .
أصبحوا غارقين في دائرة مغلقة من الركض و الركض
و المزيد من .. الركض!
هنالك طريق محدد يسير عليه الجميع , لا أحد يجرؤ على اختراقه قط .
الجميع و الجميع بلا استثناء كانوا يسيرون وفقه.
و من يحيد عنه كان يلقى حتفه
سواد غزير يحيط به , أصوات تحاصره من كل جانب فتتسلل إلى داخله لتنثبط من عزيمته و تنثر فيه الخوف
تقتل ما تبقى لديه من روح , أمل , حياة كي يعود مرة أخرى نادمًا إلى "الطريق الصحيح " .
و لكن هي ..أبت .
أبت أن تصير جسدًا بلا روح .
حية ميتة , بيدين متهدلتين , رأس مطأطأ , و أقداما تجر بعضها بعضًا.
قررت أنها ليست - و بالضرورة - أن تكون كالآخرين .
و أنها سوف ترسم طريقها بنفسها و بدون أي مساعدة .
ثارت
تمردت .
خرجت عن المألوف .
كان لا بد لها أن تواجه تلك الأشباح السوداء
و قد كانت مصرة , فقد أخذت قرارًا قاطعًا بالتغيير .
و لكنها جاءت في منتصف الطريق .. منتصف الصراع و تزعزعت .
بدأت تتردد
تخاف
تتسائل
"ماذا لو " ؟!
- ماذا لو كنت مثلهم جميعًا ؟
- ماذا لو كان قدري أن أكون كذلك ؟ ماذا لو لم يكن أمامي خيار سوى ذلك ؟ ربما هم أنفسهم لم يكن لديهم خيار سوى أن يصبحوا هكذا!
ربما حاولوا .. قاتلوا.. قاوموا , ولكن لا فائدة ؟!
ماذا لو ؟!!
كانت تستحوذ عليها الفكرة يومًا بعد يوم .
شحب وجهها , اصفر لونها , و بدأت تذبل كورقة خضراء هب عليها الخريف فاصفرت .
أدركت مدى جدية الموقف و مدى تأثيره في حياتها
فقد بدأت تتساقط روحها قطعة تلو الأخرى .
بحثت عن بصيص أمل , ثقب نور و لكن دون فائدة .
كانت محاطة بأشباح سود .
يمتصون روحها على فترات .
سمعت دندنة آتية من خلفها .
اندهشت
فالتفتت
فإذا بكائن صغير لا يتعدى طوله شبرًا , من نور .
قفز على يديها و وقف على كتفها و همس في أذنها قائلًا :
" تقدمي , لا تخافي لستِ مثلهم .
هم قد سلّموا زمام أنفسهم منذ زمن .
و نسوا لمَ خلقوا ؟ و لمَ لا زالوا أحياء ؟!
لا يدركون مدى أهمية كل ذرة هواء يستنشقونها كل ثانية .
في حقيقة الأمر هم لا يفقهون شيئًا عن الوقت
أهميته
الدقائق , الثواني .
لا يعلمون أنها قد تشكل فارقًا كبيرًا في حياة المرء .
إلى الأمام سيري بثبات و خطى واثقة
فأنت لستِ مثلهم "
كان لتلك الكلمات الأخيرة و قع مناسب في نفسها .
حاولت أن تقف
فسقطت
فحاولت مرة أخرى
فسقطت
فظلت تحاول حتى وقفت
حتى ثبتت على قدميها
وسارت ..
دُفِنت أرواحهم في مكان بعيد فبقوا أجسادًا بلا أرواح , كالإنسان الآلي .
أصبحوا غارقين في دائرة مغلقة من الركض و الركض
و المزيد من .. الركض!
هنالك طريق محدد يسير عليه الجميع , لا أحد يجرؤ على اختراقه قط .
الجميع و الجميع بلا استثناء كانوا يسيرون وفقه.
و من يحيد عنه كان يلقى حتفه
سواد غزير يحيط به , أصوات تحاصره من كل جانب فتتسلل إلى داخله لتنثبط من عزيمته و تنثر فيه الخوف
تقتل ما تبقى لديه من روح , أمل , حياة كي يعود مرة أخرى نادمًا إلى "الطريق الصحيح " .
و لكن هي ..أبت .
أبت أن تصير جسدًا بلا روح .
حية ميتة , بيدين متهدلتين , رأس مطأطأ , و أقداما تجر بعضها بعضًا.
قررت أنها ليست - و بالضرورة - أن تكون كالآخرين .
و أنها سوف ترسم طريقها بنفسها و بدون أي مساعدة .
ثارت
تمردت .
خرجت عن المألوف .
كان لا بد لها أن تواجه تلك الأشباح السوداء
و قد كانت مصرة , فقد أخذت قرارًا قاطعًا بالتغيير .
و لكنها جاءت في منتصف الطريق .. منتصف الصراع و تزعزعت .
بدأت تتردد
تخاف
تتسائل
"ماذا لو " ؟!
- ماذا لو كنت مثلهم جميعًا ؟
- ماذا لو كان قدري أن أكون كذلك ؟ ماذا لو لم يكن أمامي خيار سوى ذلك ؟ ربما هم أنفسهم لم يكن لديهم خيار سوى أن يصبحوا هكذا!
ربما حاولوا .. قاتلوا.. قاوموا , ولكن لا فائدة ؟!
ماذا لو ؟!!
كانت تستحوذ عليها الفكرة يومًا بعد يوم .
شحب وجهها , اصفر لونها , و بدأت تذبل كورقة خضراء هب عليها الخريف فاصفرت .
أدركت مدى جدية الموقف و مدى تأثيره في حياتها
فقد بدأت تتساقط روحها قطعة تلو الأخرى .
بحثت عن بصيص أمل , ثقب نور و لكن دون فائدة .
كانت محاطة بأشباح سود .
يمتصون روحها على فترات .
سمعت دندنة آتية من خلفها .
اندهشت
فالتفتت
فإذا بكائن صغير لا يتعدى طوله شبرًا , من نور .
قفز على يديها و وقف على كتفها و همس في أذنها قائلًا :
" تقدمي , لا تخافي لستِ مثلهم .
هم قد سلّموا زمام أنفسهم منذ زمن .
و نسوا لمَ خلقوا ؟ و لمَ لا زالوا أحياء ؟!
لا يدركون مدى أهمية كل ذرة هواء يستنشقونها كل ثانية .
في حقيقة الأمر هم لا يفقهون شيئًا عن الوقت
أهميته
الدقائق , الثواني .
لا يعلمون أنها قد تشكل فارقًا كبيرًا في حياة المرء .
إلى الأمام سيري بثبات و خطى واثقة
فأنت لستِ مثلهم "
كان لتلك الكلمات الأخيرة و قع مناسب في نفسها .
حاولت أن تقف
فسقطت
فحاولت مرة أخرى
فسقطت
فظلت تحاول حتى وقفت
حتى ثبتت على قدميها
وسارت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق